الحكاية فيها فوضي!

من طرف هبة السبت مايو 21, 2011 10:13 am

الحكاية فيها فوضي!

الحكاية فيها فوضي! 1540532011515592

حكم الله علي المصريين بأن يظلوا طوال عمرهم مقهورين، إما بحاكم ديكتاتور، أو حاكم فاسد أو آخر مدعي الإيمان، وإذا تخلصوا من الثلاثة.. رزقهم الله بفئة من الناس ينغصون عليهم حياتهم
يسقط بعدها البرادعي وعمرو موسي من الترشيحات.. ويصعد نجم أحد قيادة المجلس العسكري أو عمر سليمان، لأننا سنقتنع أن الشخصية العسكرية ستكون هي المنقذ الوحيد لنا

سألني صديقي: ماذا يحدث في مصر؟ فنظرت له بتأمل قبل أن أجيبه بثقة زائدة : لا أعرف.. أتعرف أنت، فضحك بسخرية وقال لي: يبدو أننا طلعنا من نقرة لنسقط في دحديرة! المصريين يبدو أنهم من كثرة ذنوبهم سيعانون طويلا للوصول الي الحرية التي يحلمون بها، فحكم عليهم الله بأن يظلوا طوال عمرهم مقهورين، إما بحاكم ديكتاتور، أو حاكم فاسد أو آخر مدعي الإيمان، وإذا تخلصوا من الثلاثة.. رزقهم الله بفئة من الناس ينغصون عليهم حياتهم، فتارة تسمع عن فلول الحزب الوطني، وأخري عن الإخوان، ثالثة عن السلفيين، وهلم جرا.. قلت له: هل تتحدث بجدية أم تسخر من الوضع الحالي؟ فقال لي: أي وضع.. فمصر يحدث فيها الآن كل شيء!! فأثناء قيام الثورة.. تعالت أصوات بأننا يجب أن نتنبه للإخوان لأنهم يقفزون علي الثورة ويسرقونها، وبعد نجاح الثورة خرجت علينا بعض الأصوات بأن الخوف ليس من الإخوان، بل من السلفيين لأنهم اخطر علي الوطن من الإخوان ألف مرة.. ولن أخفي عليك أنني طوال حياتي لم أتخيل أن يكون الشيخ ناصر الذي يبيع سبح علي ناصية شارعي خطر علي هذا الوطن.. ولكنه بمرور الوقت وبالاستماع لكلام الناس الكبار طلع خطر..

وهو ما أجبره علي الاختفاء عن ناصية شارعي بعد أن قرر أن يقف أمام باب الكاتدرائية بالعباسية ليبيع السبح والمصليات وإسدال الصلاة.. وبالمرة يبحث عن أخته في الإسلام كامليا شحاتة! سألته وأنا لا أري أمل في استكمال حواري العبثي معه.. هل تصدق ما حدث في إمبابة.. فسخر مني وقال: وهل كنت تصدق ما حدث بكنيسة القديسين ليلة رأس السنة، وغيرها من الحوادث التي كانت تضرب المسيحيين بالمسلمين، الفتنة ليست جديدة علي الشعب المصري.. إنها الكارت الأخير دائماً الذي يخرجه من يحكمنا ليشعرنا بأهمية وجوده.. اعتدلت في جلستي، وقاطعته: أرجوك توقف.. فشعر لحيتي كساه البياض من كثرة نظريات المؤامرة التي تملأ حياتنا، فقال لي: انها ليست نظرية بل واقعا مطبقا.. وسألني: ماذا تتوقع بعد حادثة كنيسة إمبابة.. وغيرها من الحوادث المشابهة المتوقع حدوثها قريباً.. قلت له بنفس ثقة المرة الاولي التي في بداية المقال: ما اعرفش.. فقال لي: ستخرج علينا أقلام صحفية تطالب بوقفة عسكرية صارمة من المجلس العسكري.. وستشتم في بعضها طالبة طلباً صريحاً بعمل انقلاب عسكري، للسيطرة علي الوضع في البلاد، وهو نفس الامر الذي ستلاحظه علي برامج التوك شو وضيوفها، وبعدها بقليل ستسمع بين الناس ان البلد يحتاج لرئيس عسكري، ويسقط بعدها البرادعي وعمرو موسي من الترشيحات.. ويصعد نجم أحد قيادة المجلس العسكري أو عمر سليمان، لأننا سنقتنع أن الشخصية العسكرية ستكون هي المنقذ الوحيد لنا.. فصرخت في وجهه.. توقف عن هذا العبث وهذه الأفكار الشيطانية يا عدو الله والوطن، إنك تريدها فتنة.. ولكنه لم يلتفت لصراخي..وأكمل حديثه قائلاً: أي فتنة.. فتنة دينية أم سياسية أم رياضية، هل تخيلت مثلاً في يوم أن تحدث حادثة إمبابة، مع موقعة الجلابية في مباراة الزمالك في نفس الوقت مع مظاهرة قبطية!!! فتحت فمي أمامه.. وقلت بصوت مسموع: يا نهار اسود.. قال لي: لا تخشي.. لن تحدث أبداً لأن اي فتنة في مصر تحدث بتنظيم فائق الجودة مختوم بشعار صنع في مصر.. وتذكر دائماً ان أي حركة فوضوية يخرج منها عمل منظم.. ولكن الخوف هو من شكل وطبيعة هذا العمل المنظم!!! قطع آذان الفجر كلام صديقي.. فهم بالوقوف قائلا ً لي: روح انت صلي بقي.. عشان ألحق أنام ساعتين قبل ما أروح اوصل بيتر المدرسة!!

مصطفي عمار

الفجر